هناك فتاة جميلة متوسطة الطول ذات شعر طويل أسود اللون وعينان عسليتان وذات خلق محبوبة لدى من لا يعرفها ومن يعرفها بسبب الأخلاق كأنها ملاك وحبة للحياة والأمل تسعى لتحقيق أحلامها الوردية لديها صديقتان تحبهما كثيرا.
تعيش هذه الفتاة بين أسرتها فمنذ كانت طفلة منبوذة من أهلها وخاصة والدها لا يحب البنات يظن أنهن عبء يريد أبناء حتى يكون اسمه مشهور عندما بلغت سنها الخامس تقوم بأعمال المنزل ومساعدت والدتها برغم قسوة والديها وأخوانها عليها لم تتذمر يوما فبلغت سنها السابع فقالت لوالديها أريد أن أذهب إلى المدرسة مثل الفتيات الآخريات فقالا لها إنت فتاة فمكانك هن في المنزل تقومي بتنظيف المنزل وأعداد الطعام فردت الفتاة عليهما بكل تهذيب لم ترفع صوتها عليهما مهما كان هذان والدايها وقالت لماذا أخواني يذهبون ويتعلمون وأنا لا ألست أبنتكما لم يرداء عليها فلم تكرر السؤال حتى لا يغضبى فذهبت إلى غرفتها وعيناها مليئة بدموع حارقة فنامت الفتاة واستيقظت على الأصوات وعيناها متورمتان ففتحت النافذة حتى تراء من خلالها الفتيات وهن يذهبون إلى المدرسة في الصباح الباكر مع بزوغ ضوء الشمس وصوت العصافير فيزيد ألمها وحزنها على حالها تعاني من ظلم أخوانها ووالدايها ولايسعها سواء الصبر على القضاء والقدر .
بلغت سنها العاشر ولم تزل على حالها لم تذهب إلى المدرسة فتزداد معانتها عن ذي قبل وخاصة أنها كبرت كل شئ محسوبها عليه في حركتها وفي نومها وفي أكلها ولعبها وتمر الأيام عليها كباقي الأيام وفي ذات يوم ممطر وشديد البرودة خرجت الفتاة حتى تجلب بعض من الخبز وما إلى ذلك في الطريق تعرفت الفتاة إلى فتاة في مثل عمرها تقريبا فكان أسمها أمل فسلمت عليها وتبادلا السلام فقالت أمل لهذه الفتاة في أي صف أنت فردت عليها لم أدخل المدرسة فاستغربت أمل فقالت أنت لست صغيرة لماذا لم تدخلِ ألا تريدين أن تتعلمي وتتثقفي وتحقيق أحلامك في المستقبل ، فدارت هذه الفتاة بوجهها حتى لا ترى أمل دموعها الحارقة الذي سراء على خدها الناعم الطفولي وبتردد قالت لا لا أستطيع أذهاب الآن لظروف خاصة فشكت أمل وقالت لها حسناً لا يهم .
أنا أسكن هناك عندما نظرت هذه الفتاة إلى المكان المشار إليه وقالت بفرح وأنا أيضاً هناك وتغمرها سعادة وسرور لأنها تعرفت إلى أمل ولأنها تسكن بجوارها فهي وحيدة ليس لديها أحد تشكى لها همومها وتشاركها بفرحتها رجعت الفتاة إلى المنزل لم تتناول وجبت العشاء ذهبت مباشرةً إلى فراشها لتنام حتى ينقضى الليل بأسرع وقت ويطلع ضوء الشمس الدفئ وتقابل صديقتها أمل بدأ اليوم وكالعادة تفتح نافذتها لتراء الفتيات يذهبون إلى المدرسة ولكن هذه المرة رأت أمل ولوحت لها وهي مبتسمة دخلت أمل إلى المدرسة وذهبت الفتاة لتقوم بأعمال المنزل وانتهت من التظيف وإعداد الطعام رجعت إلى غرفتها وفتحت نافذتها وحان وقت خروج الطالبات أنتهى اليوم الدراسي والكل ذهب إلى منزله فمرت أمل على الفتاة وقالت لها سوف أتى أليك بعد العصر .
فنأموا أسرة الفتاة و لم يبقى إلا هي وفي هذا الإثناء قامت الفتاة بتحضير بعض من الحلوة و الشاي لصديقتها أمل ، فأتت أمل إلى منزل الفتاة واستقبلتها الفتاة بعد ذلك أخذتها إلى غرفتها وكانت محضرة الحلوة والشاي وضعتها على طاولة صغيرة قريبة من نافذة غرفتها فجلسئ و آخذا يتحدثان وتحكى أمل قصصها مع الفتيات في المدرسة مدرستها القديمة التى كانت فيها .
( أمل كانت تسكن في المدينة وبسبب ظروف والده الذي حدث في عمله بسبب زميل له فصل من عمله وأصبح مكروه عند أهل المدينة والمال الذي كان يملكه أصبح قليل و لا يمكنه العيش هناك لذى اظطروا عائلة أمل الانتقال إلى القرية حيث البساطة وراحة البال ) .
وبعد ذلك تحدثت عن الفتيات في مدرستها الجديدة وقالت هناك فرق شاسع بين الحياة سابقاً وحالياً والفتاة تستمع من شدة تلهفها على معرفة ما يحدث في العالم الآخر لأنها حبيسة المنزل و لا تعلم شئ عن هذا العالم لأنها تظن أنه نفس عالمها الذي تعيشه وهو في الواقع مختلف تماماً فقالت الفتاة ل أمل أتمنى أن أذهب في يوم ما إلى المدرسة حتى التعرف على فتيات آخريات و أسمع قصصهم في حياتهم هل هي جميلة أما قاسية مع أسرتهم و مع الأصدقاء و أتعلم القراءة والكتابة وما إلى ذلك .
فنظرت أمل إلى الفتاة وقالت لها سوف يأتِ هذا اليوم قريب إن شاء الله وتتعلمِ كل ما في خاطرك وقالت الفتاة هي إيضاً إن شاء الله وتكرر زيارة أمل للفتاة وفي يوم الخميس ذهبت أمل للفتاة وتحمل معها الكتب الدراسية حتى تؤدي الفروض المنزلية والمذاكرة .....
فرحبت الفتاة بها وجلسئ يتحدثان قليلاً ثم قالت أمل أسمحي لي جلبت بعض الكتب المدرسية معي أريد إن أكمل الفروض قالت الفتاة حسناً ليس هناك أي مشكلة في ذلك بالعكس هذا جعلني أفرح أكثر أريد أن أرى مافي داخل الكتب ربما أتعلم منك شئ عندما قالت هذه الجملة خطر على بال أمل فكرة وقالت للفتاة أسمعي بما إني جلبت الكتب معي سوف أعلمك بعض من الحروف أولاً بعد ذلك الحروف الباقية حتى تتمكنِ من حفظها كاملة وبعد ذلك الإرقام إلى أن تتعلمي القراءة وبعد ذلك الكتابة من حيث الأملاء وما إلى ذلك قالت الفتاة بفرح يغمرها حسناً و أريد أن التعلم هذا وهذا و.........ألخ فجاءة تذكرت أهلها وقالت لا لا أستطيع فعل ذلك سألتها أمل لما لا ماذا هناك مالذي حدث لك تقولِ أريد التعلم وعندما أت الجد والفرصة لكِ تقولِ لا لم أستطع فهمك فأجابت الفتاة وقالت لا أنكر حبي وشدة شوقي لتعلم ولكن أهم شئ في حياتي هو رضى الله ومن ثم رضى أهلي ولا أريد أن أفعل ذلم من ورائهم وخيانتهم ( سبحان الله بالرغم مما تعاني منه تلك الفتاة من قسوة عائلتها ألا إنها بارة بوالديها ولم تتحجج بقسوتهما مثل بعض من الفتيات والشباب لا أستطيع حب أمي أو أبي لأنهما لايعطون فرصة لنا أو أنهم لا يعرفون معنى الحنان لا أقول لهم مهما فعل لك أبوك أو أمك فأحبهما من أجل الله ربما مع مرور الأيام قد تستطيع كسب حبهما وحنانهما لا تفقد الأمل أبدا ) .
وبعد ذلك الحوار الذي دار بينهما ساد الصمت لفترة ونظرت أمل إلى الوقت وقالت حسناً لقد تأخرت علي أذهاب الآن إلى المنزل فقامت الفتاة حتى تودع صديقتها وخرجت وبعد خروج أمل من منزل الفتاة غابت عنها لمدة بسبب أنشغلها في الدارسة وخلال تلك الفترة تعرفت أمل إلى صديقة في المدرسة كانت توها ناقلة إلى هذه المدرسة واسم تلك الفتاة وفاء وتعرفا على بعض وآخذا يتحدثان عن نفسيهما وعائلتهما وقالت أمل لصديقتها الجديدة عن حكاية تلك الفتاة من أولها والأجل ذلك قررت وفاء وأصرت بشدة على مقابلة الفتاة فقالت لها أمل حسناً تعالي إلى منزلي وسوف نذهب معاً إلى منزلها وأعرفكما على بعض وفي نفس اليوم قالت أمل في نفسها لابد من أن أذهب للفتاة وأخبرها بكل شئ وقالت لها عن وفاء وأنها تعرفت عليها في المدرسة خلال فترة الفسحة وقالت لها عن بداية التعارف ( كانت وفاء مريضة ولم تتناول وجبة الأفطار في منزلها ولم تجلب معها المال لان والده متوفي والداتها كبيرة في السن تعمل في خياطة الملابس وحياكة الصوف وتبيعة ولكن لاتكسب إلا القليل من المال ولم يكن لديها صديقات لانها فقيرة ، أمل ليس لديها أحد تقضى وقت الفراغ معها لذا قررت أن تجلس في صفها أمل لديها صديقات ولكن صديقات في الفصل لا أكثر فخرجت أمل من صفها لانها شعرت بالجوع وأثناء ذهابها إلى المقصف في طريقها رأت وفاء جالسة تبكي من المرض وشدة الجوع فنظرت أمل إلى وجه وفاء وعرفت من خلال ذلك بأنها مريضة فذهبت واشترت عصير وفطيرة وماء وتقسما ذلك وقرراء بعد ذلك أن يصبحا صديقتنا ) .
ماشاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله
أرجو من كل من يقرأ القصة يقول ملاحظته عليها حتى استفيد أنا أول مرة أكتب أبغى الردود تكفون لا تبخلون
